من قبل البيت الابيض لدفع عجلة المفاوضات الى الامام وبداية اتخاذ قرارات وخطوات على ارض الواقع من قبل الطرفين.
من الجدير ذكره ان الهدف الرئيسي للزيارة هو الانتقال الى مرحلة المفاوضات
المباشرة في الوقت الذي فشلت فيه مهمة المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج
ميتشل في احراز اي تقدم في المفاوضات الغير مباشرة من خلال جولاته التي قام بها في المنطقة في في الاشهر الماضية .
ان الجانب الاسرائيلي هو كان السبب
الرئيسي في عدم نجاح مهمة المبعوث الامريكي وخصوصا من خلال السياسة
الاسرائيلية المنتهجة في القدس الشريف ، بالاضافة الى فشل نتنياهو اقناع
وزراء حكومته اليمينية المتطرفة في اي تجميد للاستيطان سواء كان ذلك في
القدس الشرقية او في الضفة الغربية ، بالاضافة الى ذلك فان الجريمة
الاسرائيلية التي ارتكبت بحق ناشطي سلام دوليين والتي راح ضحيتها تسعة
اتراك كانت من احد العوامل التي ادت الى فشل جولة المفاوضات الغير مباشرة .
البيت الابيض من جانبه والرئيس الامريكي
يسعيان الى اقناع نتنياهو بضرورة الاعلان عن فترة جديدة من تجميد الاستيطان
وخاصة في الضفة الغربية بالرغم ان الاعلان السابق عن تجميد الاستيطان كان
شكليا من جانب نتنياهو ولم يتوقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية خلال
الفترة الماضية قطعا .
من جانبه اعلن الجانب الفلسطيني انه لا يمكن
العودة الى طاولة المفاوضات المباشرة الا وفق شروط معينة سيقوم الجانب
الفلسطيني الطلب من الرئيس الامريكي باراك اوباما عرضها ومحاولة اقناع
نتنياهو في تلك الشروط ، من اهم هذه الشروط استئناف المفاوضات من النقطة
التي توقفت عندها بالاضافة الى الاعتراف بمبدآ اقامة الدولة الفلسطينية
على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ مع تبادل في الاراضي بحيث يتم اعطاء السلطة
الفلسطينية اراضي من داخل اسرائيل مقابل مستوطنات موجودة ضمن حدود ١٩٦٧
ولكن من الصعب الانسحاب منها بسبب كثافتها السكانية .
وفي الوقت الذي يلتقي فيه نتنياهو اوباما
التقى رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض بوزير الدفاع الاسرائيلي
ايهود باراك من اجل انهاء قضية النواب المقدسيين المهددين بالابعاد بحيث
اعتبرها الدكتور سلام فياض بانها النقطة الاهم في الاجتماع ، بالاضافة الى
العديد من الامور التي تتعلق بحرية التنقل والحركة للفلسطينيين في مناطق
السلطة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة .
ان هذا اللقاء لا يدرج تحت مفهوم المفاوضات
بل هو مجرد لقاء من اجل تسهيل الامور الحياتية للشعب الفلسطيني وانهاء
موضوع ابعاد النواب المقدسين لان الجسم الفلسطيني الذي يدير المفاوضات هو
منظمة التحرير الفلسطينية ضمن دائرة خاصة فيها تدعى دائرة المفاوضات .
من جانب اخر وصفت حركة حماس لقاء فياض
وباراك بانه استمرار للقاءات التنسيق الامني بين حكومة رام اله وحكومة
الاحتلال الذي يهدف الى استئصال مشروع المقاومة وان مثل هذه اللقاءات لا
تخدم مصالح الشعب الفلسطيني با انها تخدم الاحتلال وتسهل عليه اقامة
مشاريعه ومخططاته الاستيطانية ، واما بخصوص لقاء نتانياهو اوباما فقد صرحت
حركة حماس بان السياسة الامريكية لم تتغير وانها لا تتوقع اي نتائج
ايجابية لهذا اللقاء .
نتنياهو في طريق عودته من الولايات المتحدة
الامريكية سيقوم بزيارة القاهرة والاجتماع بالرئيس المصري حسني مبارك
واطلاعه على المستجدات ونتائج المحادثات بينه وبين الرئيس الامريكي ، هذه
الزيارة تاتي ضمن محاولات نتنياهو في الضغط على السلطة الفلسطينية من اجل
العودة الى المفاوضات المباشرة في اقرب وقت ممكن ولكن بدون شروط مسبقة .
اذن لا تختلف هذه الزيارة عن سابقاتها بل ان
نتنياهو يحاول اقناع الرئيس الامريكي باراك اوباما بان العثرة الوحيدة
امام العودة الى طاولة المفاوضات هي التعنت الفلسطيني والشروط المسبقة التي
يضعونها ، اما من الجانب الفلسطيني فان القيادة الفلسطينية لا تعول على
هذا اللقاء الكثير لان الهدف الرئيس لنتياهو هو تحسين العلاقات
الاسرائيلية الامريكية وليس احراز تقدم في العملية السلمية في الشرق
الاوسط