ثمرة ختام الشهر...

لمن العيد؟ العيد لمن أطاع الله في هذا الشهر الكريم، ها هي أيام رمضان الكريم تمضي وها نحن في السويعات الأخيرة من نفحاته ، العيد لمن أطاع، العيد لمن تأسى بحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم وبالسلف الصالح الذين أحبوا رمضان وتعلقوا برمضان وفرحوا به وكانوا جنوده ، العيد لمن فرح بطاعة الله فقبض جائزته في ختام هذا الشهر الكريم، كان الصيام عبادة والإفطار بعده عبادة، أرأيت إلى شخص أفطر في نهار رمضان أكان عليه وزرا ؟ وهكذا حال من صام يوم العيد، فمن صام يوم العيد فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم لأن العيد فرحة وطاعة لله عز وجل، فلا يليق بالمبتهج بطاعة الله أن يصوم في يوم الطعام والشراب ويوم الفرح بما قدم وبما أنجز، يا أيها الأخوة الأحبة قلوبنا تتفطر على رمضان، لمن العيد؟ لرهبان الليل وفرسان النهار في رمضان، ل، للذين رأوا أن رمضان كان نفحة وكان فرحة وكان منفعة وكان إلى الله أوبة ورجوعا.

لماذا نفرق بين عبادة وعبادة؟ صام كثيرون منا والحمد لله، ونسأل الله أن يتقبل فما بال المفطرين في رمضان يجهزون أنفسهم ويشترون الجديد من الثياب ليعيدوا معنا؟ علمنا فقهاؤنا قاعدة (الغرم بالغرم)، فالذي أطاع الله في رمضان وصبر على الجوع والعطش وأسهر ليله وأظمأ نهاره يليق به أن يلبس الجديد، ويليق به أن يفرح بالعيد، أما الذي ما أظمأ نهارا ولا أسهر ليلا فلماذا يلبس الجديد؟ ولماذا يفرح؟ أيفرح بمعصيته؟ أيفرح بفوات هذه النفحة عنه وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بعُد من أدرك رمضان ولم يُغفر له « .

يا أيها الإخوة الأحبة ختام الشهر يخاطبنا، إني جزء من عمركم ، أمضي ولا أعود ، فماذا أنتم صانعون؟ إني رمضان الذي أحسنتم فيه أو أسأتم أتممتم فيه أو أنقصتم، أجزلتم فيه أو قصرتم، فماذا تفعلون بعد فراقي؟

لا أوحش الله منك يا شهرنا، لا أوحش الله منك يا رمضان ونحن ننظر خلفنا فنرى شهرا ينسلخ من أعمارنا، ترى هل نعيش إلى القادم؟ ترى هل نعيش العيد وفرحته التي نذوق طعمها لكي نكون من أهل السعادة والعبادة؟

مشاهدات شاهدناها في رمضان، نحب أن نعيش معها بكم وفي صحبتكم، السحور وماذا عن السحور، كثير من إخواننا أسهروا ليلهم حتى الثانية عشرة أو الواحدة بعد منتصف الليل ثم أكلوا وناموا، فماذا صنع هؤلاء؟ هؤلاء فوتوا أكثر من فائدة، أما الفائدة الأولى فالاقتداء بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الذي يقول «ماتزال أمتي بخير ما عجلت الفطور وأخرت السحور»، والطعام الذي نأكله قبل الصيام اسمه سحور لأنه مشتق من السحر الوقت المستحب أن يؤكل فيه، فيستحب أن يكون طعامنا قبل الصيام مباشرة حتى نتقوى بهذا على الصيام، هذه أول فائدة فاتت هؤلاء، الفائدة الثانية فصلاة الفجر، ولو استيقظوا لتناول طعام السحور لكان لهم بركة صلاة الفجر في المسجد، ثم إن بعض إخواننا من أهلنا وأحبابنا يقولون أنا لا أستطيع أن أتسحر، وإذا تسحرت جعت، وأنا أقول لهم : هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح، استمع إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو يقول: «تسحروا فإن في السحور بركة»، هل يتسحر رسول الله و أبو بكر و عمر ويفيده السحور ثم يتسحر فلان أو علان فيجوّعه السحور؟ ألم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخضع هوانا للنصوص؟ ألم يأت النبي صلى الله عليه وسلم رجل قال: يارسول الله إن بطن أخي قد استطلقت، فقال اسقه عسلا، فقال سقيته فازداد، قال اسقه عسلا، قال سقيته فزاد، قال:» صدق الله وكذب بطن أخيك» ليعلمنا الامتثال والتقليد في الطاعات لا الابتداع، هكذا نودع رمضان متأسين بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبسيرة الصالحين، فما عهدنا على الصالحين من أئمة الهدى من السلف الصالح أن يتسحروا قبل أن يناموا، وما عهدنا عليهم أن يزهدوا في السحور ، وهذه قضية فيها هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا مجال فيها للاجتهاد .

صلاة التراويح وما رأيناه في صلاة التراويح من بعض الأخوة، يا أخي إذا كنت ترتاد صلاة التراويح وقد أكلت الثوم أو البصل أما سمعت حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول «من أكل من هاتين الشجرتين فلا يقربن مصلانا»، كل من له رائحة تزعج إخوانه في الله فإنه يأثم بإزعاجهم، ولذلك فإن عليه ألا يفعل ، ولا ينبغي للواحد منا أن يملأ بطنه حتى لا يتأذى في عبادته، كيف سآكل أكلا كاملا ثم آتي لصلاة التراويح فأشعر في السجود والركوع بالضيق ، ولا أشعر بخشوع ولا براحة ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نفطر على التمر وهذا هديه، وأن نأكل الأكل الخفيف حتى إذا صلى المصلي تقبل الله عز وجل صلاته بخشوع وخضوع وحضور لا بتخمة تذهب بهاء الخشوع .

أيها الأخوة الأحبة ظاهرة عجيبة بدأنا نراها اليوم في رمضان، يقبل الناس على التراويح في العشر الأوائل بزخم فيكون في المسجد عشرة صفوف أو عشرون حتى إذا انتصف رمضان أصبحت العشرون عشرة أو أصبحت العشرة خمسا، أليس الحري بنا كلما تقدم رمضان أن يزداد تعلقنا بالمساجد؟ أن يزداد تعلقنا بحبها وارتيادها؟ فلماذا نزهد بها حتى قبل أن يرحل رمضان؟!

رمضان يقضيه بعضهم بالسهرات الرمضانية، والأراجيل والاستماع إلى الأغاني أو قضاء طرف من الليل في الجلسات العائلية المختلطة، من فعل هذا في شهره فليستغفر الله وما زال في رمضان رمق، مازال في رمضان السويعات الأخيرة، فليستغفر الله كل من خالف في رمضان، مازال في رمضان ليلة العيد، فإن أثبت العيد في الليلة القادمة فلنتبتل إلى الله أن يعفو عن تقصيرنا وأن يمحو إثمنا، ومن قصَّر في رمضان يعرف نفسه، من تفضل الله عليه في رمضان يعرف ذلك من نفسه، وأمرنا جميعا إلى الله ، لا ينجو أحد منا بعمله كما أخبر نبينا:» لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله»، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:» ولا أنا إلاّ أن يتغمدني الله برحمته».

رباه ها نحن في آخر لحظات رمضان، في آخر أيام رمضان فهل قبلت منا صومنا؟ يا رب صمنا طعما في رحمتك، صمنا لأننا نعلم أنك أهل لطاعتنا، يا رب تقبل منا وارحم ضعفنا يا رب مهما بذلنا من طاعة فنحن عبادك الضعفاء، وهل نقارن أنفسنا بصحابة رسولك، هل نقارن أنفسنا بالصالحين الأولين؟ نحن ضعاف يا ربنا والركب يسير بأضعفه، يا رب تكرم علينا بفضلك واقبلنا برحمتك، واجعلنا من عبادك المهتدين، يا رب من أحييته منا إلى قادم فأحيه على الطاعة، ومن اصطفيته منا لجوارك فاصطفه صالحا مقبولا مهتديا يا رب العالمين، يا إلهنا هذا رمضان يغادر فلا تدعنا محرومين من فضلك، محرومين من قبوله، أنت الله الكريم ونحن عبادك الشحاذون على بابك فلا تردنا خائبين .. والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقووووووووول

روووووووووووووووووووعة بارك الله فيك نورت المنتدى بموضوعك

نو رتو الموضوع

على مرورك نورتي الموضوع