كنا قد تحدثنا سابقا عما يميز الموضة العربية عن
غيرها مؤدين على أن مازالت الازياء العربية تحتفظ بجزء كبير من تراثها
وتصميماتها الفريدة ولكن لا نستطيع القول أن الموضة العربية لا تخلو من
لمسات غير عربية فأصبحت دور ازياء العالمية فى السنوات الأخيرة تتصارع
على مزج تصاميمها بملامح وخطوط العالم حتى اصبح مفهوم العولمة وتذويب
الحواجز الفاصلة بين بلدان العالم وبين العصور والازمنة وبين العادات
والتقاليد شغلها الشاغل ، فمثلا لم يبقى هناك من يستطيع الإجزام أن هذا
زى عربى صميم لا يدخل فيه أى عنصر خارجى فسمح التطور التكنولوجى وتحول
العالم إلى قرية صغيرة لتماثل ازياء العرب بالازياء الغربية سواء فى
التصميمات او الاقمشة او الموضة الموسمية او حتى الالوان لنرجع
سويا الى عصور ماضية .. كان اجدادنا فيها لا يفكرون بأبعد من لون حيادي
وقماش معروف في منطقتها لاختيار ثوبها، ولكن نحن الاول نبذل مجهود كبير
ونجول جميع المحلات التجارية والأسواق لنصل الى نقطة التقاء بين الذوق
الخاص والعالم الذي يسير سريعا من حولنا
ماذا
سأرتدي اليوم؟ كما ذكرنا فإن إجابة هذا السؤال كانت سهلة سابقا ولكن
الأمر الآن أصبح مستعصيا لانك قبل إتخاذك قرار ما الزى الذى سترتدينه
ستفكرين بغيرك.. ماذا سيرتدي غيري اليوم؟ وهل إذا إرتديت ازياء 2011 هل
هذا سيعجب من حولى؟ وهل هذا يتناسب مع الموضة والعالم الخارجى أم لا؟
وبالتالى تحول سؤالك السهل البسيط إلى مجموعة من الأسئلة المعقدة تدخلك فى
دائرة من الحيرة
وهنا
يمكننا القول أن نطاق الموضة توسع ليشمل نمط الحياة اجمع بكل الزوائد
والتعقيدات التي فرضتها تكنولوجيا العصر ليس فقط فيما ترتدي وانما باختيارك
لسيارتك ذات المواصفات العالية وباثاث منزلك العصري وفي لهجتك البعيدة
قدر الامكان عن المحلية واستبدالها باخرى اقرب قدر الامكان ايضا للعالمية
الأزياء والعولمة والهوية
نشرت
دورية «بوبيولار كالشر» (الثقافة الشعبية) مؤخرا، بحثا عنوانه: "نسيج
ثقافي: الأزياء والهويات والعولمة" عن أزياء الشعوب وصلة ذلك بالهوية ومعنى
ذلك في عصر العولمة
ولاحظ
البحث أن المتخصصين في هذا الموضوع يستعملون كلمات مختلفة مما يوضح أنه،
رغم العولمة، تبقى الهوية الوطنية والثقافة المحلية عاملا هاما
والملاحظ
أنه حتى الكلمات الدالة على الملابس تختلف، ففي دول العالم الثالث
يستعمل الناس كثيرا كلمة "كلوثنغ" (ملابس)، لكن، في الدول الغربية يميلون
نحو استعمال كلمة "فاشون" (موضة)، مما يوضح أن الغربيين تطوروا من مرحلة
وضع "ملابس" تغطي أجسامهم إلى التفنن في أنواع الملابس
ما الخطر؟
إذا
كنا فى نتجه يوما بعد الآخر إلى التقرب من بعض فى الثقافات وبالتالى فى
الموضة فهذا أمر ليس سيئ ولكن ما نخشاه هو الوصول لمرحلة عدم التمييز بين
أخذ بعض الموضة العالمية أو أخذها كلها ونصبح محاكين تماما لمن حولنا فى
العالم كصورة طبق الاصل من عروض عالمية نحاول تقليدها دائما وهذا ليس
الهدف المنشود من النهوض بالموضة والازياء فى ظل وجود العولمة .. إذن
مرحبا بالعولمة لكن فى نطاق التعرف على الجديد وإضافة المزيد الذى يتناسب
مع مجتمعاتنا