نبذة تاريخية عن مدينة ثنية الحد
1-1- أصل التسمية:
المعنى اللغوي: الثنية من ثنى يثني ثنيا أي يعطف و يطوي، فهي بذلك تعني المنعطف.
-الحد من حد يحد حدا أي يجعل له حدا أو فاصلا.
-ثنية الحد تعني بذلك المنعطف الفاصل.
-"حسب بيتوليمي ( Ptolémée ) فمنذ العصور القديمة كان النقموسيون يعيشون في السهول الخصبة المسقية بواد بوتان الممتدة من ثنية الحد إلى مليانة (عين الدفلى) المحمي بجبال غرا ف (الونشريس) وجبل المداد العظيم الذي يعتبر حصنا طبيعيا على شكل قرن، والذي كان منذ زمن طويل فاصلا أو حدا ذو صفة سياسية وعرقية (عرائشية) بين الميرتيين و المسيسليين (عرش خصم) الذين كانوا يعيشون في الغابات الكثيفة في غرب موريتانيا القيصرية، إذا فثنية الحد تشكل مع هذا القرن الحدودي الحصن الطبيعي الفاصل بين النقموسيين و الميرتيين "
1-2- مدينة ثنية الحد ماضيها التاريخي عبر العصور:
§ ثنية الحد قرية بربرية قديمة :
-اكتشف في الموقع الحالي لثنية الحد آثار مساكن وبيوت مصنوعة من أغصان الأشجار تذكرنا بالأكواخ، القرابة ( Gourbis ) تشهد على ماضيها البربري.
على قمم جبل غيلاس و جبل المداد توجد حتى أيامنا هذه أغوار ملجئية ( IFRI )، وهي شكل من أشكال القصور أو مواقع حصنية محفورة في الصخور أين كان يخزن المزارعون الأصليون محاصيلهم و ممتلكاتهم.
§ سكان ثنية الحد:
في ثنية الحد نميز عدة قبائل: الشرفة الذين يعتبرون أنفسهم من نسل الرسول (ص)، أحفاد سيدي داود و كذلك أولاد يحي أحفاد سيدي بوتشنت.
خلال القرن 12 الميلادي نزح بنو زغبة فرقة من بني هلال حيث استقرو في مليانة و المدية و ثنية الحد، نجد آثارهم في يومنا هذا في عرش بني حيان و خبازة ،و كذلك الهوارة عرش بربري آت من المدية الذي اندمج في كتلة ثنية الحد السكانية.
و حسب ابن خلدون أعطى الهوارة لأنفسهم أصولا عربية وهذا خلال عصر الفتوحات الإسلامية حيث حاولوا إعطاء أنفسهم ألقاب و أصول الفائزين.
عائلات ترجع إلى أصول تركية بالمدينة: في أواخر القرن17 سجلت عدة حوادث، هروب من الحماية الإنكشارية من المدية إلى ثنية الحد، وقد تركت خلفا مع أنه قليل يتمثل في عائلة بن قارة، فطار.
§ ثنية الحد و بداية الاستعمار الفرنسي :
في عام 1840 وبأمر من الحاكم العام للإدارة الاستعمار ية المقيم آنذاك بمدينة مليانة أرسلت قوات عسكرية إلى مدينة ثنية الحد لتقف في وجه مقاومة الأمير عبد القادر ابن محي الدين الذي كان قد تمركز بطاقين و طازا (برج الأمير عبد القادر حاليا)، لكن هذه القوات الهائلة واجهتها مقاومة عنيفة من طرف سكان المدينة، و لإخضاع سكان هذه المنطقة قررت السلطات الاستعمارية بناء ثكنة عسكرية بهذه المدينة ذلك لأنها كانت الممر الرئيسي و المحتوم الذي يربط سهل الشلف بالهضاب العليا الجزائرية، و تم بناؤها من طرف المواطنين الذين سجنتهم من سنة 1841 حتى سنة 1853، و وضع التصميم المعماري من طرف المعمرين على طراز الثكنة العثمانية الموجودة بمليانة و مدينة المدية.
و في عام 1848 قام الجنرال بيجو بزيارة لكل من مدينة ثنية الحد و مليانة شجع فيها الجنود الذين أنهوا فترة الخدمة العسكرية على التحول إلى معمرين بالمنطقة و وجههم نحو استغلال غابة المداد و كذا السهول الغنية الممتدة حتى جوانب الونشريس بحيث تم بناء مقبرة عام 1856 والكنيسة و المستشفى العسكري و محطة تربية الخيول نظرا لانتشارها بكثرة في المنطقة فكان بذلك ميلاد القرية الاستعمارية الممتدة على طول الطريق الوطني رقم 14 حاليا التي تكون في أسفل الثكنة العسكرية ليمكن فيما بعد مراقبتها من الثكنة التي بنيت فوق هضبة، أما الإدارة العسكرية فقد شددت حضورها ببناء دار البلدية و قصر العدالة.
السكان الجزائريون سلبت منهم أراضيهم و أبعدوا إلى الضواحي فارتفعت في تلك الفترة البطالة و المجاعة و بالتالي تحول سكان المنطقة إلى عمال زراعيين للعمل في أراضي المعمرين التي كانت في وقت مضى ملكا لهم، كما أصبحت الخدمة العسكرية إجبارية على الجزائريين ابتداء من سنة 1912 و هذا لإبعاد شباب المنطقة عن المقاومة الجزائرية في تلك الفترة.
المناخ:
تمتاز مدينة ثنية الحد بجو بارد جدا في الشتاء والأشهر الأولى من الربيع ثم يعتدل المناخ وبصيف حار جدا ومطير أحيانا وخريف معتدل ذو أمطار كثيرة لكنها دافئة كما أن مدينة ثنية الحد لا يمكن التنبؤ بالجو بها فمثلا في الصباح الحرارة مرتفعة ثم تجد الأمطار تصب مساءا .