امتحان كشف الكذب
قصة قصيرة
هذه المرة، أريد أن أقص عليكم قصة أربعة طلاب حاولوا خداع مدرسهم!!.. فتأخروا عمداً عن موعد تقديم الامتحان الذي كان مقررا في ذلك اليوم.. واتفقوا أن يذهبوا إلى الجامعة بعد انتهاء الامتحان وخروج زملائهم الطلبة من القاعة!!..
عندما وصلوا الجامعة لم يجدوا أحدا في قاعة الامتحان.. سألوا زملاءهم عن الامتحان.. فأجابوهم: بأن الامتحان انتهى.. هرعوا مسرعين لمقابلة مدرسهم لشرح مبرراتهم وظروفهم له لعل وعسى أن يقنعوه بإعادة الامتحان والسماح لهم بتقديمه.. طرقوا باب مكتبه.. ودخلوا متظاهرين بإمارات الإرهاق، والأسف، والمسكنة على تأخرهم.. بدأوا يتوسلون إليه ويعتذرون منه على التأخير..
قالوا له: بأن حاجزاً عسكرياً صادفنا على الطريق واجبر المركبات على التوقف عنوة.. وبعد السماح للمركبات بالمرور بعد تفتيشها.. واجهتنا مشكلة ثانية.. حيث انفجر عَجَل من عَجَلات السيارة التي كانت تقلنا فاضطر السائق إلى التوقف على قارعة الطريق لإصلاح العطب الذي أصاب العَجَل.. لكن للأسف لم يكن معه عَجَل إضافي لاستبداله.. فوقعنا أسرى هذه الظروف الخارجة عن إرادتنا.. ومكثنا ننتظر حتى جاءت مركبة ثانية وشرحنا لسائقها أننا ذاهبون لتقديم امتحان هام، وقد تأخرنا عن الموعد المقرر.. فوافق على نقلنا رغم قلة المقاعد الفارغة فيها، وحشرنا أنفسنا فيها حشراً من أجل الوصول إلى الجامعة.. ونرجوك كل الرجاء ونتوسل إليك بأن تعيد لنا الامتحان، وتسمح لنا بتقديمه...
كان المدرس يستمع لقصتهم وهو واجم وهادئ النفس.. ثم قال لهم: انتم تعرفون أن موعد الامتحان مناسب لكل الظروف.. وقد حضر الامتحان كل الطلبة إلا انتم، مع العلم بأن بعضهم سلك نفس الطريق الذي سلكتموه ولم يتأخروا!!.. والتعليمات واضحة بأن كل من يتأخر عن أي امتحان في الجامعة يحمل المادة (يرسب) إلا إذا جاء بدليل قاطع مانع يشفع له، مثل: الحوادث، والأمراض المفاجئة..الخ.. لكن، ومع ذلك أنا سأغض الطرف، ونظراً لإلحاحكم المتزايد سأعيد لكم الامتحان.. تفضلوا إلى القاعة..
لقد سُرّ الطلبة لهذا لقرار الاستثنائي، خاصة بعد ما عرفوا طبيعة الأسئلة من زملائهم!!.. ذهبوا برفقة المدرس إلى القاعة.. دخلوا فيها.. حاولوا - في بادئ الأمر- الجلوس قرب بعضهم البعض، لكن المُدرس طلب من كل واحد أن يجلس على مقعد لوحده.. وقد وزعهم بحيث أجلس كل واحد منهم في زاوية.. والقاعة – طبعاً- كبيرة الحجم، ثم وقف المدرس في الوسط حتى لا يستطيعوا التواصل فيما بينهم؟؟..
وطلب منهم الإجابة على سؤال فقط، وهو: اختر الإجابة الصحيحة، ما هو إطار(عَجَل) السيارة الذي تَفجّر معكم أثناء الطريق؟...
هنا، وقع الطلبة الأربعة في ورطة وحيرة من أمرهم.. لم يتوقعوا مثل هذا السؤال.. فكر كل واحد منهم ملياً، وأجابوا على السؤال..
جمع المدرس أوراق الامتحان منهم بعدما أعطاهم الوقت الكافي.. عندما قرأ إجاباتهم لم يجد تطابقا فيما بينها.. كانت إجابة كل واحد منهم تختلف عن الآخر..
الأول أجاب: العَجَل الأمامي الأيمن، والثاني أجاب: العجل الأمامي الأيسر، والثالث أجاب: العجل الخلفي الأيمن، والرابع أجاب: العجل الخلفي الأيسر..
ضحك المدرس ضحكة عريضة لاكتشافه بذكائه مدى كذبهم وخداعهم عن طريق امتحان الكذب الذي أكد له صدق حدسه وشكوكه في روايتهم الملفقة.. لذلك قرر المدرس ترسيبهم الأربعة في مادته المذكورة.. فخرجوا من القاعة خجولين، ونادمين على فعلتهم