قليوب (مصر) (رويترز) - وصل أكثر من 20 اسلاميا سلفيا حاملين العتلات والمطارق الى ضريح سيدي عبد الرحمن في منتصف الليل لهدمه.
انتشر الخبر بسرعة عبر الطرق الترابية الضيقة في بلدة قليوب الفقيرة بمصر. وفي غضون دقائق طوق السكان المجموعة وهاجموها بعد أن احتشدوا دفاعا عن الضريح الذي تجله عائلاتهم لاجيال.
وقال حسين احمد (58 عاما) الذي وصف مهاجمي الضريح بأنهم متطرفون سنة "يقولون ان الضريح حرام لكن ما يفعلونه هو الحرام"/ ويقول شهود ان اثنين من المهاجمين على الاقل أوسعا ضربا.
وتذكي أفعال متشددين جدلا ومخاوف في مصر بشأن الدور الذي سيلعبه الاسلاميون عقب سقوط الرئيس السابق حسني مبارك والذي قمع جماعات اسلامية رأى فيها تهديدا لحكمه.
وفي مسعى لتهدئة المخاوف بين المسلمين المصريين المعتدلين والعلمانيين والاقلية المسيحية قال المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه لن يسمح بأن تتحول مصر الى دولة دينية على غرار ايران.
وألحقت مجموعة الشبان الملتحين السلفيين أضرارا طفيفة بضريح سيدي عبد الرحمن. ويلقي السكان المحليون الذين أحبطوا هجومهم باللائمة على انهيار سيطرة الدولة مما سمح لهم بمجرد محاولة فرض أفكارهم عن الاسلام.
ويقول سكان ان خمسة أضرحة أخرى هدمت في قليوب على المشارف الشمالية للقاهرة في الاسابيع التالية لاسقاط مبارك في اطار ما وصفته وسائل الاعلام المصرية بحملة يشنها سلفيون متشددون.
ودعا الشيخ أحمد الطيب شيخ الازهر الى بذل الجهود لمواجهة التفسيرات المتشددة للاسلام وحذر من أن "الدم سيكون للركب" في تصريحات نقلتها صحيفة الشروق.
وأيقظت التحركات الاخيرة توترات قديمة بين السلفيين والصوفيين الذين تحتل الاضرحة أهمية كبيرة بالنسبة لهم. ويجل الشيعة ايضا بعض أشهر الاضرحة في مصر.