ألم تسمعْ أخى _ الحبيب _ حين قال القائلُ :
كن كالنسيم و كالحرير نعومة ...... تغشى المجالس باسما مرتاحا
كن كالأريج من الخمائل طيبه..... أو كالعبير من الربي فواحا
تسبي الجميع إذا نطقت و إن حكى........ احد حديثا شيقا وضاحا
أقبلت تلتهم الحديث برقة....... أحلى و اشمل شاعلا مصباحا
من نور رقتك الوضيئة تعتلي..... منه على حسن السلوك جناحا
فالناس تعشق إن يكون زميلهم....... دمثا كما ريح النسيم صباحا
أبدا يخفف ما تنوء به القوى ......من فعل كد في الحياة كفاحا
بيد الحنان برقة و بحنكة لهموا....... يضمد في الحياة جراحا
فبذا السلوك ينال كل محبة....... و به يحقق في الحياة نجاحا
و به إذا حمى القضاء لعودة...... حين الحساب ينال منه فلاحا
هلا كنت كهذا النسيم وهاك الأريج ؟
هلا كنت كالمصباح المُنير تُرشد إن إسترشدت ؟
هلا كنت كما قال :
و أنا الذي يرعى الصداقة ..... إن أقمت و إن ضعنت
و أنا الألوف فلا ملامة ......إذ إلى إلف حننت
ما أروْعه من صديق ما أحوْجنا إليه ..
قل الصحاب فان ظفرت ..... بنعمة كثر الصحــــاب
من لي به سمـحا اذا...... صفرت من القوم الوطاب ؟
من لي به يارب والأيـ .......... ــــام حالكة غضاب ؟
هذه الكُليْمات نوْجهها إلى إخواننا الأحبة _ فهلا كنَّت _ :
إذا كنت في كل الأمور معــاتبا...... صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه
إذ أنت لم تشرب مرارا على القذى..... ظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه
فعش واحدا أو صل أخاك فانه..... مقارف ذنبا مرة و مجانبه
بارك الله فى الجميع ..