صرح لنا نجم الخضر مراد مغني وأحد صانعي ملحمة أم درمان أن تلك المشاهد لا زالت في ذاكرته ولن تمحى، لأنها كانت فريدة من نوعها ونادرة، حيث عبرّت عن تمسك كبير للشعب الجزائري بألوان بلاده، بدليل أن أكثر من 30 ألف جزائري قطعوا تلك المسافة الطويلة والبعيدة من أجل نصرة أبناء وطنهم، فكانوا من كافة الشرائح الاجتماعية وحتى من الجنس اللطيف.
"لم يكن سهلا أن تجمع كل ذلك العدد من الأنصار في بلد آخر وفي ظرف قياسي بين مباراتين، فالجزائر كلها اهتزت لما عانيناه في القاهرة من اعتداءات ومضايقات، فكانت الفرصة مواتية لرد الاعتبار للجزائريين في مباراة كانت فاصلة، والفوز كان مسألة مبدأ وشرف، لحد الآن لا زلت من حين لآخر أستعيد كل تلك الذكريات وتلك المشاهد الرائعة، فكانت التأشيرة من نصيبنا، و"الخضر" رفعوا التحدي ووصلوا لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم.والشيء الذي لا يجب أن ننساه هي تلك الإرادة وروح الأخوة التي كانت سائدة وسط المنتخب الوطني، حيث كنا بمثابة عائلة واحدة، وما عشناه في القاهرة زاد من تلاحمنا وإصرارنا على الفوز واقتطاع تأشيرة المونديال،أما الحديث عن استعادة تلك الروح مستقبلا، فهذا صعب وصعب جدا، طالما أن تلك الأجواء فرضتها معطيات كثيرة، ورغم ذلك أتمنى أن نستعيد ولو جزء من تلك الروح ويحقق المنتخب الوطني التأهل لكأس أمم إفريقيا المقبلة.