بعثة الشبيبة تعود غلى الوطن سالمة غانمة
قسما دوت في القاهرة واستبسال الشبيبة حديث المصريين
2010.08.30 بعثة الشروق إلى القاهرة ياسين . م / الياس .ف / سمير .ع
هي فعلا مسك الختام للبعثة الجزائرية في القاهرة بعد أيام من المعاناة والشد العصبي والنفسي بسبب حالة الاحتقان السائدة في الأوساط الكروية المصرية تجاه كل ما هو جزائري والحصار الأمني الرهيب الذي فرض عليهم من أجل تأمينهم.
وعاشت بعثة الكناري اجواء مثالية بداية من تعديل تجار للكفة بذلك الهدف الرائع، ثم بإقامة الأفراح مع نهاية المباراة وفوق ميدان "ستاد القاهرة" الذي شهد صراعا كرويا جزائريا في 14 نوفمبر الماضي.
80 ألف مصري يستمع "وان تو ثري.. فيفا لالجيري"
وأعلن زيتي وعودية وبلكالام الافراح فوق أرضية الميدان، حيث دوي "وان تو ثري فيفا لالجيري" بعث بصداه في كافة أرجاء ملعب القاهرة أمام مرأى ومسامع 80 الف متفرج حضروا المباراة ومئات الآلاف من عشاق الاهلي الذين شاهدوا المباراة على التلفاز.
ولم يتقبل البعض هذه الفرحة رغم أنها لم يكن مبالغ فيها، لتشرع جماهير "الالتراس" المشاغبة والمتعصبة والمحاذية للجهة اليسرى لغرف الملابس في رشق اللاعبين بكافة أنواع الحجارة والطوب والتي يبلغ متوسطها بين 20 و30 سنتمترا دون ان نجد تفسيرا لكيفية دخول كل هذه الحجارة للملعب رغم التفتيش الأمني الرهيب.
"من جبالنا.. تفحم الأهلاويين"
وشهدت غرف تغيير الملابس فرحة عارمة بين صفوف الشبيبة بعد تفوق الكرة الجزائرية على نظيرتها المصرية، وظل اللاعبون يرددون "من جبالنا طلع صوت الاحرار ينادينا"، وتجاوب معها الحضور من إعلاميين وغيرهم، قبل ان يدخل أعضاء من السفارة الجزائرية لتقديم التهاني.
حناشي أغمي عليه وبكى بحرقة..
وفي غمرة الفرحة أغمي على رئيس شبيبة القبائل في غرف تغيير الملابس بسبب الإرهاق وكذلك لمعاناته مؤخرا من أعراض المرض التي تزامنت مع الصيام.
وجلس رئيس الشبيبة على مقعد وهو يبكي بحرقة، وهو ما دفع اللاعبين الى التعبير عن مساندتهم له والمناداة باسمه.
وقال حناشي بأن سبب بكائه هو إسعاد الفريق لكل الجزائريين، مؤكدا بأنه بكى من الفرحة من أجل الجزائريين.
الرئاسة تطمئن.. والجميع يهتف باسم بوتفليقة
ويبدو أن نشوة الانتصار زادت أكثر بعد أن تلقى رئيس الشبيبة اتصالا هاتفيا من رئاسة الجمهورية للاطمئنان على صحة الفريق وتهنئتهم بالإنجاز، وبعث هذا الاتصال روحا معنوية في اللاعبين وفي رئيس شبيبة القبائل الذي أهدى التأهل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكافة الشعب الجزائرية، ليهتف كل اللاعبين بحياة رئيس البلاد..
وتلقى رئيس شبيبة القبائل عدة اتصالات من سفراء ووزراء عقب نهاية المباراة لتهنئته بالمجهود الكبير للعناصر الشابة والتي تسلحت بروح الإرادة والتحدي.
الاحتجاز في غرف الملابس لساعتين والفرحة لم تنقطع
وأصر مسؤولو الأمن على إبقاء لاعبي الشبيبة في غرف تغيير الملابس لمدة قاربت الساعتين، وذلك بهدف توفير الأجواء الملائمة للعودة إلى الفندق بسلامة.
ومكث وفد الشبيبة قرابة الساعتين في الغرف وهو يحتفل بالتعادل الذي حمل طعم الفوز، والجميع يردد شعارات متعددة اشتهر بها الفريق بين أناشيد وطنية وحماسية إلى ايمازيغن وبقية الأغاني التي تمجد منطقة القبائل وفريقها.
الأعراس الحقيقية انطلقت في الحافلة
وبدأت الأعراس الفعلية في حافلة الفريق في طريقها من الملعب نحو الفندق على مسافة تقدر بحوالي 10 دقائق وسط جدار أمني غير مسبوق اثار دهشة اللاعبين.
وبدأ اللاعبون في ترديد عدة أغان في الحافلة التي ضمت بعثة الشبيبة بالكامل من مرافقين ولاعبين، وكانت البداية بـ"من جبالنا ثم ايمازيغن.. ايابابا الشيخ، ليصل الأمر الى حد التعليقات الفكاهية والتي كان ضحيتها الأول رابح سعدان".
حميتي فوق الرأس
ولم ينس لاعبو الشبيبة مهاجمهم البارز فارس حميتي الذي عاش في الآونة الأخيرة فترة عصيبة، حيث تعاطفوا معه وأعلنوا مساندتهم له، إذ أهدوا له هذا التأهل وظلوا يرددون "حميتي.. حميتي" وهو ما يؤكد اشتياقهم للاعب ورغبتهم في مشاهدته إلى جانبهم.
على النقيض من ذلك كان المدرب رابح سعدان الضحية الأولى من خلال تعليقات ساخرة من طرف بعثة الشبيبة التي ظلت تؤكد على مكانة اللاعب المحلي ورفعوا شعارات مضادة للمدرب الوطني الذي همشهم وظلوا في الكواليس يتساءلون عن سبب عدم توجيه الدعوة لحاج عيسى وجابو في المنتخب وبقية عناصر الشبيبة التي تألقت.
حناجر "القبائل" تلهب الميرديان
وربما لم يتوقع عمال فندق "الميرديان" مشاهدة هذا المظهر على الإطلاق، حينما حطت الحافلة بعثة الفريق عند مشارف الفندق وخرج اللاعبون يصدحون بأصواتهم "وان تو ثري.. فيفا لالجيري" في وقت لم يُر أثر لعناصر الأمن التي ملأت أرجاء الفندق بالكامل في الفترة الماضية.
وأهدى اللاعبون انتصارهم إلى عضو الفريق جيلالي بن شهرة الذي لم يتمكن من مشاهدة المباراة من الملعب بالنظر للضغط النفسي الرهيب، حيث فضل المكوث بالفندق، لكن سرعان ما التف حوله اللاعبون وأهدوا له هذا الانتصار.
"قسما" تدوي في القاهرة
وكان ختام الاحتفالية مسكا بالنسبة للاعبين، بعد أن طلب منهم عضو المكتب الاداري سيد علي ترديد النشيد الوطني، حيث استعد اللاعبون لتأديته بصوت عال .. أعاد للكثير روح أم درمان والكل يررد "قسما بالنازلات الماحقات.. والدماء الزاكيات الطاهرات".
ليقدم كل لاعب من أعضاء البعثة تحيته لرئيس الفريق شريف حناشي ويصعدوا من بهو الفندق الذي احتضن الاحتفالية نحو الطابق الخامس حيث تتواجد غرفهم.
سحور مبكر.. وسهر وسمر الى الصباح
و تناول اللاعبون السحور مبكرا كالعادة، لكن الجديد هذه المرة انهم لم يعودوا الى غرفهم للنوم استعدادا للتدريبات وإنما للسهر ببهو الفندق في الضحك والسمر وإعادة أحداث المباريات عبر الانترنت، حيث صنع هدف تجار الحدث وسرعة القذفة التي بلغت77 كلم في الساعة.
حراسة أمنية مشددة من الفندق إلى المطار
غادرت الشيبة فندق هليوبوليس متوجهة إلى المطار صباح أمس وسط حراسة أمنية مشددة، أحيطت حافلة الفريق بعدد معتبر من سيارات الأمن المصري الذي حرص على تأمين تواجد الشبيبة بهذا البلد إلى غاية آخر لحظة، وفعلا لم يصب الجزائريون بأي مكروه وغادروا القاهرة سالمين ومتأهلين إلى الدور نصف النهائي.
...والمغادرة من القاعة الشرفية
كما غادر الجزائريون الأراضي المصرية من القاعة الشرفية للمطار بالضبط مثلما كان الحال يوم الوصول، مما يعكس محاولات الجانب المصري لتحسين صورة البلد والتأكيد أن أحداث مباراة الأحد كانت غير مقصودة ومعزولة ولا يوجد أي مشكل يسيء إلى مساعي التطبيع بين البلدين.
حناشي يدفع 300 أورو للفندق
اضطر رئيس الشبيبة لدفع مبلغ 300 أورو لإدارة فندق هيليوبوليس الذي أقام به الفريق، وهو المبلغ الذي يشمل ما استهلكه الفريق من شاي وقهوة خلال مدة التواجد به، الرجل الأول في الشبيبة حاول إثارة انتباه المصريين بأن الأمر يتعلق بتكفل تام من طرف الأهلي في الفندق مثلما حدث مع الفريق المصري في تيزي وزو، حيث لم يدفع الزوار ولو دينارا واحدا مقابل ما استهلك لاعبوه طيلة مدة الإقامة، وهو ما لم يحدث هذه المرة، فاضطر حناشي لدفع المبلغ وينصرف من الفندق مرفوع الرأس.
الشبيبة أفطرت أمس بفندق إيبيس
قررت إدارة شبيبة القبائل الإفطار أمس مباشرة بعد العودة من القاهرة بفندق إيبيس القريب من مطار هواري بومدين، وبعدها يتوجهون رأسا إلى مدينة تيزي وزو، علما وأن اللاعبين الذين يقطنون بالعاصمة والولايات الأخرى سيستفيدون من راحة ليومين أو ثلاثة على أن يستأنفوا التدريب وسط أجواء رائعة
عدد القراءات : 4087 | عدد قراءات اليوم : 4087
أضف إلى: